خطبة الجمعة منزلة الشهيد للشيخ محمد حسن داود
لتحميل الخطبة
wordخطبة الجمعة
pdfخطبة الجمعة
خطبة الجمعة :-
منزلة الشهيد
العناصـــــــــــــــــــــــــــــــــر
1 – فضل الشهـــــــــــــــادة
2 – الشهادة فى سبيل الوطن
3 – صور من حب الصحابة للشهادة
4 – الشهـــيد الحـــــــــــــــــــق
5- منزلـــــة الشهيــــــــــــــــد
الموضـــــــــــــــــــــــــــــــــــوع
الحمد لله رب العالمين ،واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ،واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله و صحبه أجمعين.
أما بعد
فى هذه الأيام تحتفل مصرنا الحبيبة بذكرى انتصار السادس من اكتوبر، يوم الكرامة والحرية ،ففى السادس من اكتوبر- العاشر من رمضان – عام ألف وتسعمائة ثلاث وسبعين- كان توفيق الله سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة فى تتويج بلادنا والأمة العربية جميعها بتاج النصر، ورفع راية البلاد و تحطيم قيود العباد؛ تحرير الأرض وصيانة العرض ، فلقد حققوا نصرا عظيما وجسدوا أصالة القوات المسلحة المصرية وعظمة ولائهم للوطن بما قدموه من تضحيات وأثبتوا للعالم أنه لا تهاون مع معتدى مهما كان اسمه أو رسمه ، ولا تفريط فى حبة رمل من أرضنا مهما قلت قيمتها فى نظر معتدى فهي فى قلوبنا واغلي من أرواحنا ؛ لقد تجلت فى هذا اليوم قوة وإصرار وعزيمة القوات المسلحة المصرية فى قهر الصعاب و تحطيم آمال كل معتدى على صخرة العزة والكرامة
–
شَهِــيدُ الْحَــقِّ لاَ يَخْــشَـى*** مِنَ الصَّارُوخِ وَالْمِدْفَــعْ
يَخُوضُ النَّارَ مُقْتَحِمًـــــــا *** وَلَيْسَ يَخَافُ أَوْ يَدْمَـــعْ
وَكَيْفَ يَنَامُ أَوْ يَغْفُــــــــــو ** * وَقَاتِلُ شَعْبِهِ يَرْتَــــــــعْ
فَقَامَ وَزَلْزَلَ الدُّنْيَـــــــــــــا *** وَهَزَّ الكَوْنَ كَيْ يُسْمَــعْ
فَكَانَتْ صَيْحَةً عَمَّــــــــــتْ *** سُهُولَ الأَرْضَ وَالبَلْقَــعْ
وَكَانَ حَصَادُ غَضْبَتِــــــــهِ *** عَلَى أَعْدَائِهِ أَوْجَـــــــــعْ
فَكَالَ الثَّأْرَ لِلْبَاغِــــــــــــي *** وَقَوَّضَ حِصْنَهُ الأَمْنَــــعْ
وَأَعْلَنَ أَنَّهُ الأَعْلَـــــــــــى *** وَأَنَّ مَقَامَهُ الأَرْفَـــــــــــعْ
وَأَنَّ جِهَادَهُ فَــــــــــرْضٌ *** بِغَيْرِ النَّصْرِ لاَ يَقْنَـــــــــعْ
فَصَارَ فَخَارَ أَمَّتِـــــــــــهِ *** وَخَيْرَ رِجَالِهَا أَجْمَــــــــــعْ
وَقَدْ حَانَتْ مَنِيَّتُـــــــــــهُ *** فَجَنَّةُ رَبِّهِ أَوْسَــــــــــــــعْ
–
ومما لا شك فيه ان بلوغ الأهداف الكبرى في الحياة يستلزم تضحيات كبرى مكافئة لها, و سمو الأهداف وشرف المقاصد ونبل الغايات تقتضي سمو التضحيات وشرفها ورقي منازلها,
وإذا كان أشرف التضحيات وأسماها هو ما كان ابتغاء رضوان الله تعالى ورجاء الحظوة بالنعيم المقيم في جنات النعيم, فإن الذود عن حياض هذا الدين والذب عن حوذته والدفاع عن الأرض والعرض والدم يتبوأ أرفع درجات هذا الرضوان,
ثم إن للتضحيات ألوانًا كثيرة ودروبًا متعددة, لكن تأتي في الذروة منها التضحية بالنفس, وبذل الروح رخيصة دفاعا عن الوطن، فان الوطن والعرض ليس بمكانة اقل من المال والدم، ،بل فى مكانة اعلي وارفع ،إذ أن حرية الوطن هي السبب المباشر والأول فى حفظ الدم والمال ولقد قال صلى الله عليه وسلم “مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ”
–
سأظل جنديا لــــــــــــه ** وأعيـش تحت لواءه
فى السلم اعمل جاهـدا ** لرخائه وبنائــــــــــه
وأكون فى يوم الوغـى ** أسدا على أعدائــــه
فالحر يفدى أرضــــــــه ** وبلاده بدمائـــــــــه
–
إن لذة الشهادة لا يحصرها قلم، ولا يصفها لسان، ولا يحيط بها بيان، فقد قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ{ [التوبة:111]
يقول بن القيم : – المشتري هو الله، والمتفضل هو الله، والمنعم هو الله؛ خلق هذه النفس من العدم وأطعمها وسقاها وكفاها وآواها، ودفع عنها النقم، وأسبل عليها وابل النعم، ثم هو جل وعلا يشتريها من صاحبها ويبذل له عوضاً وثمناً ألا وهو الجنة؛ فيها مالا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
–
والله لو أن القلوب سليمــــــــةٌ ** لتقطعت ألماً من الحرمــــان
يا سلعة الرحمن لست رخيصةً ** بل أنت غاليةٌ على الكسـلان
يا سلعة الرحمن سوقك كاســدٌ ** فلقد عرضت بأيسر الأثمــان
يا سلعة الرحمن كيف تصبــــّر** الخطاب عنك وهم ذوو إيمان
يا سلعة الرحمن ليس ينالهـــا ** في الألف إلا واحدٌ لا اثنـــان
–
عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الْإِسْلَامِ إِلَّا أَنْ أُسْقِيَ الْحَاجَّ ، وَقَالَ آخَرُ : مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الْإِسْلَامِ إِلَّا أَنْ أَعْمُرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَقَالَ آخَرُ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ ، وَقَالَ : ” لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، وَلَكِنْ إِذَا صَلَّيْتُ الْجُمُعَةَ دَخَلْتُ فَاسْتَفْتَيْتُهُ فِيمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ ” ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }التوبة19 – مسلم .
ومن ثم فان الشهادة درجة عالية لا يهبها الله إلا لمن يستحقها، فهي اختيار من العلي الأعلى للصفوة من البشر قال تعالى ( وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء ) آل عمران:140، إنها اصطفاء وانتقاء للأفذاذ من البشر ليكونوا في صحبة الأنبياء،قال تعالى ( وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاء وَٱلصَّـٰلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا )النساء:69
ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يطلبون الشهادة و يتمنون نوالها ، ففي غزوة بدر ، :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ” ، فيَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : بَخٍ بَخٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ ؟ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا ، قَالَ : ” فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا ” ، فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ : لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ ، قَالَ : فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ . مسلم
وهذا أَنَسَ بْنَ النَّضْرِ تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ وَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي اللَّهُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ: أَيْنَ؟! أَيْنَ؟! فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ قَالَ: فَحَمَلَ فَقَاتَلَ , فقُتِلَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَطَقْتُ ما أطاق فقالت أخته: والله ما عرفت أَخِي إِلَّا بِحُسْنِ بَنَانِهِ فَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً ضَرْبَةُ سَيْفٍ وَرَمْيَةُ سَهْمٍ وَطَعْنَةُ رُمْحٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: } مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا{ [الأحزاب: 23] (صحيح ابن حبان)
والشهيد الحق هو الذي يعمل على مرضاة ربه بفهم و وعى مجردين من الأهواء، لا يشغلهم قول الناس ولا تشغلهم منافع شخصية دنيوية
فعنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : ” جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ رَجُلا غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا شَيْءَ لَهُ ، فَأَعَادَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا شَيْءَ لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ ” .
فهذا مع فعله العظيم وهو الجهاد والتضحية بنفسه الا انه لم ينوِ إلا حطام الدنيا وذِكْر الناس له فلن يكون له الا ما نوى
فعَنِ ابْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَمْ يَنْوِ إِلا عِقَالا فَلَهُ مَا نَوَى ” صحيح الجامع
وعَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ ، أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَعْرَابِ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : أُهَاجِرُ مَعَكَ ؟ فَأَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِهِ ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ خَيْبَرَ أَوْ حُنَيْنٍ غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : قَسَمَهُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ فَجَاءَهُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى هَا هُنَا , وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ وَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ : ” إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ ” ، فَلَبِثُوا قَلِيلا ، ثُمَّ دَحَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ ، فَأُتِيَ بِهِ يُحْمَلُ وَقَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : ” أَهُوَ هُوَ ؟ ” ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ” صَدَقَ اللَّهُ فَصَدَقَهُ ” ، فَكَفَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ ، وَكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ صَلاتِهِ عَلَيْهِ : ” اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ , فَقُتِلَ شَهِيدًا , فَأَنَا عَلَيْهِ شَهِيدٌ ” المستدرك على الصحيحين .
ولما كان الإخلاص فى العبادات والطاعات هو سر قبولها بلغ الله الصادقين بقلوبهم المخلصين فى النية منازل العاملين حتى ولو لم يوفّقوا إلى العمل وعجزوا عنه :-
فعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) .رواه مسلم
و في غزوةِ تبوك أتى قوم إلى رسول الله ، وطلبوا منه الذهاب معه والخروج للجهاد، فردهم النبي لعدم وجود ما يحملهم عليه ، فعادوا وأعينهم تفيض من الدمع حزَنا على تخلّفهم عن الجهاد، فنزل فيهم قوله تعالى : (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ*وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ [التوبة:91/92]،
وقد سجل لهم ثواب المُجاهدين لصدق نياتهم، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنصَارِيِّ – رَضِيَ الله عَنْهُمَا – قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي غَزَاةٍ فَقَالَ : ” إِنَ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَ كَانُوا مَعَكُمْ حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ ” . رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
ولا ننسى ابدآ دماء الشهداء التي حفرت على جدار التاريخ المجد لبلادهم و أوطانهم ،لا ننسى ابدآ أبناء مصرنا وأبناء قواتنا المسلحة الذين قدموا أرواحهم من اجل حرية وكرامة وطنهم ، رووا بدمائهم ارض الوطن دفاعا عن الأرض والعرض، ورغبة في عزة البلاد ،و كرامة العباد،
ولا شك أن من اقل حقوق هؤلاء الشهداء على أبناء الوطن تخليد أسماءهم، وذكراهم ،ليس فى سجلات التاريخ فحسب، بل فى كل قلب وعلى كل لسان ، ليس من قبيل سرد البطولات التي قاموا بها فحسب، بل من أجل أن يكونوا نموذجا للاقتداء بهم، وحافزا للأجيال بعدهم على التضحية من أجل الوطن، ورفعته ،وتقدمه ،وحريته،
فلقد هانت علي هؤلاء دُنياهم ولم تغرَّهم مُتَعُ الحياة وزخرفها، علموا أنَّ العمر محدودٌ والطريق طويل؛ فاختاروا أرفعَ المقامات ، علموا أنَّ أغلى ما يملكه الإنسان روحه التي بين جنبَيْه، فقدَّموها قُربانًا إلى ربهم، يهون المال والمتاع دُون الدم، ولكنَّهم أراقوا دِماءهم في سبيل الله، سمعوا قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111]،
فعقدوا البيعَ مع الله، السِّلعة أرواحهم ودماؤهم، والثمن الموعود عند الله هو الجنة، ومَن أوفى بعهده من الله؟! فيا لله ما أعظمَه من بيعٍ، وما أعظمه من ربح! لله درهم، ما أشجعهم! هجَرُوا نساءهم، وفارَقُوا أولادهم وخلانهم يطلُبون ما عند الله، خاطَرُوا بأنفُسِهم في سبيل الله يطلُبون الشهادة، لله درُّهم ما أقوى قلوبهم، لله درُّهم ما أقوى إيمانهم حين يعرضون رقابهم للحُتوف ويريقون دماءَهم تقرُّبًا إلى الله ربِّهم؛ طمعًا فيما عند الله!
عن أبي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي ، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ أُحْيَا ، ثُمَّ أُقْتَلُ ، ثُمَّ أُحْيَا ، ثُمَّ أُقْتَلُ ” . البخاري.
ما أعظم هذا الأجيال، التي حملت راية دينها و وطنها، فتقدموا إلى القتال، وأقبلوا على الشهادة، وتحملوا وقع السيوف والنبال والرماح وما أدبروا، فهنيئا لهم الشهادة وهنيئا لهم ما آلوا إليه
فقد قال رسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ؛ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ” . الترمذي والطبراني والبيهقي
وعن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه قال : ” إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ” ، مسلم .
ان دماء الشهداء أحب شيء إلى الله
فقد أخرج الترمذي في جامعه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين ، قطرة من دموع في خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران ، فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله ” (ثم قال : هذا حديث حسن غريب .)
الشهيد لا يجد ألم القتل :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ ))[ رواه الترمذي في فضائل الجهاد باب فضل المرابط (1591) وقال : حسن صحيح
ضمان الله للشهيد بالمغفرة والرحمة :
قال تعالى : (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)ال عمران 157
تظليل الملائكة للشهيد :
عن جابر رضي الله عنه قال :(( جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ ، فَنَهَانِي قَوْمِي ، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ ، فَقِيلَ : ابْنَةُ عَمْرٍو ، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو ، فَقَالَ : لِمَ تَبْكِي ، أَوْ لا تَبْكِي ، مَا زَالَتْ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ ))[ البخاري ومسلم
ست خصال للشهيد
قال رسول الله صلى اله عليه وسلم “” للشهيد عند الله ست خصال : يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ من دمه ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَيُحَلَّى بحِلْيَة الإِيمَانِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ من أهل بيته ))[ رواه الطبراني
أربع أخرى للشهيد
قال تعالى (—— وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ) محمد 4/5/6
الشهيد يشفع فى سبعين من أقاربه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال (( للشهيد عند الله خصال : يغفر له بأول دفعة من دمه ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، ويحل عليه حلة الإيمان أو يحلَّى بحلةِ الإيمانِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، ويؤمن مِنْ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إنسانا من أقاربه ))[ رواه أحمد والبزار والطبراني وصححه الألباني في صحيح الترغيب
وروى البيهقي من حديث أم الدرداء قالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته”
الحياة بعد الاستشهاد
قال تعالى: { وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ ( البقرة: 154)،
وقال تعالى: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) .
الشهيد يضحك الله تعالى إليه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ” ، فَقَالُوا : كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : ” يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُسْتَشْهَدُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ ، فَيُسْلِمُ فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُسْتَشْهَدُ ” مسلم
الشهداء يضحك الله لهم ويحبهم
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : ” ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ ، الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ , قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ ، وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَكْفِيهِ ، فَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ صَبَّرَ لِي نَفْسَهُ ، وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ , فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ ، وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ , فَسَهَرُوا وَنَصَبُوا ثُمَّ هَجَعُوا , فَقَامَ فِي السَّحَرِ فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاءٍ ” .. رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي وحسنه الألباني في “الصحيحة”وفي “صحيح الترغيب والترهيب”
أرواح الشهداء في جوف طير خضر :
روى مسلم في صحيحه من حديث مسروق قال : سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } . قال : أما أنا قد سألنا عن ذلك فقال : ( أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل .. . الحديث. قال ابن النحاس : ( جعل الله أرواح الشهداء في ألطف الأجساد وهو الطير ، الملون بألطف الألوان وهو الخضرة ، يأوي إلى ألطف الجمادات وهي القناديل المنورة والمفرحة في ظل العرش لتكمل لها لذة النعيم في جوار الرب الكريم ،
للشهيد دار ما من دار أجمل منها
روى البخاري في الصحيح من حديث سمرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة وأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل ، لم أر قط أحسن منها ، قال : أما هذه الدار فدار الشهداء”
أول من يدخل الجنة الشهيد
روى الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة ، وأول ثلاثة يدخلون النار ، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ، ونصح لسيده ، وعفيف متعفف ذو عيال . . .” الحديث وقال : حديث حسن.
الشهداء لا يصعقون عند النفخ فى الصور
روى الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية:{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} ( الزمر: 68 ). من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله “”
الشهداء لا يفتنون فى قبورهم
عن راشد بن سعد رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
(( أن رجلاً قال : يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ))[ رواه النسائي ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب
تحول دماء الشهداء إلى لون الزعفران ورائحة المسك يوم القيامة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :”” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ “” [ رواه البخاري في الجهاد والسير
وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال
“” لا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ “” رواه البخاري ومسلم
الشهيد يريد العودة للدنيا لنيل الشهادة عشرات المرات
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال
(( مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا إِلا الشَّهِيدُ فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ ))[ر واه البخاري ومسلم
وعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،انه قَالَ : ” مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ، وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ، فَيُقْتَلَ : عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ ” .البخارى
الشهداء أول من يدخلون الجنة
روى الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة ، وأول ثلاثة يدخلون النار ، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ، ونصح لسيده ، وعفيف متعفف ذو عيال . . .” الحديث وقال : حديث حسن.
الشهيد في الفردوس الأعلى :
عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : ” يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ ، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ ، قَالَ : يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى ” .البخارى
=========
يا رب هل مـــن توبـة تـمحو الخـــطايا والذنــوب
وتزيل هم الــقلب عنـي والكآبــة والــشحــوب
أدعوك في ليل بهيم والدمـــع مــدرارا سـكيب
أنت المؤمل والمعين وأنــت يا ربــي الـــمجيب
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ،
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ،رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ،رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ،وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنَا ،وَارْحَمْنَا،
اللهم اجعل مصرنا بلدا آمنا ،مطمئنا
اللهم من أرادها بخير فوفقه إلى كل خير ، ومن أرادها بسوء فأجعل كيده فى نحره
والحمد لله رب العالمين ،وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
==
==
كتبـــه
محمد حسن داود
إمام وخطيب ومدرس
دسوق – مسلم كفر الشيخ